مقتل فتى وإصابة 5 آخرين في عملية طعن بالنمسا

قُتل فتى يبلغ من العمر 14 عامًا وأصيب 5 أشخاص آخرين، بينهم اثنان بجروح خطيرة، في هجوم طعن عشوائي وقع في مدينة فيلاخ جنوبي النمسا، وفق ما أعلنت الشرطة التي ألقت القبض على منفّذ الهجوم، وهو طالب لجوء سوري يبلغ 23 عامًا.

وأوضح المتحدث باسم الشرطة راينر ديونيسيو، اليوم الأحد، أن المهاجم اعتدى بشكل عشوائي على المارّة باستخدام سكين، مؤكدًا أن الفتى توفي متأثرًا بجروحه، وفق وكالة فرانس برس. 

وأضاف ديونيسيو، أن المهاجم يحمل أوراق إقامة قانونية وليس معروفًا لدى السلطات الأمنية، فيما لا تزال دوافع الهجوم غير واضحة.

وذكرت الشرطة أنها تحقق في تقارير غير مؤكدة تفيد بأن المهاجم صرخ "الله أكبر" أثناء الهجوم، على غرار حادث مشابه وقع في ألمانيا قبل يومين عندما نفذ طالب لجوء أفغاني هجومًا باستخدام سيارة.

القبض على المهاجم

أشارت الشرطة إلى أن أحد شهود العيان، وهو عامل توصيل سوري الجنسية، تدخّل بشجاعة وألقى دراجته على المهاجم، ما أدى إلى تعطيله وإصابته بجروح طفيفة، قبل أن تتمكن الشرطة من اعتقاله.

وأثار الهجوم ردود فعل سياسية قوية، حيث وصف حاكم كارينثيا، بيتر كايزر، وهو عضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الاعتداء بأنه "عمل وحشي لا يصدق"، مطالبًا بفرض أشد العقوبات على الجاني، بما في ذلك السجن والترحيل.

بدوره، استغل هيربرت كيكل، زعيم حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف، الحادثة لتجديد دعواته لتشديد سياسات اللجوء، واصفًا الهجوم بأنه "إخفاق أمني كبير"، مؤكدًا الحاجة إلى "حملة صارمة ضد اللجوء"، خاصة بعد فشل حزبه في تشكيل حكومة مع المحافظين الأسبوع الماضي.

تراجع سياسة اللجوء

تعد النمسا واحدة من الدول الأوروبية التي استقبلت عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين، حيث يقدر عددهم بنحو 100 ألف شخص. 

لكن بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر 2024، قررت فيينا، إلى جانب دول أوروبية أخرى، تجميد طلبات اللجوء للسوريين، كما أعلنت الحكومة النمساوية برنامجًا لإعادة اللاجئين إلى سوريا.

لم تشهد النمسا هجمات إرهابية كبيرة في السنوات الأخيرة، باستثناء حادثة واحدة في عام 2020 عندما نفّذ متعاطف مع تنظيم داعش الإرهابي هجومًا مسلحًا في وسط فيينا، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.